الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

لماذا تفيدنا أدوية أو علاجات لا تحتوي فوائد طبية؟

هناك أناس يجربون أي وصفة وأي طريقة سمعوها من فلان أو علان... صارت حكاوي الناس نصائح طبية معتبرة!

شعارهم هو "اسأل مجربا ولا تسأل طبيبا"

فهل هذا الشعار سليم؟

يؤمن مروجوا هذه الوصفات ومن يتبعهم أنها تعمل ومفيدة... فهل حقًا تعمل؟ وما هو السبب العلمي وراء ذلك؟

الحقيقة هو أن نجاح مثل هذه الوصفات عادة ما يكون بسبب ما يُسمى بتأثير "الغُفْل أو الإيحاء أو Placebo أو بلاسيبو"

البلاسيبو هو علاج لا يحتوي على أية عناصر فعّالة في علاج المرض، ولكنه بالرغم من ذلك قد يُحدث نتائج جيدة عند المريض بسبب عوامل نفسية.

فعندما يُصدق المريض أن علاجا ما سينفعه فإن ذلك العلاج قد ينفعه وإن كان لا يحتوي على أية عناصر فعالة (أي أن نفس المريض واعتقاداته تخدعه!). باختصار تصديقك أن شيئا ما سيفيدك قد يجعل ذلك الشيء يفيدك فقط بسبب عوامل نفسية لا أكثر.

ولذلك عند القيام بدراسة تجريبية لاختبار فعالية دواء جديد. دائما تكون هناك مجموعتان من الأفراد يتم اختبار الدواء عليهم. مجموعة أولى تتناول الدواء الحقيقي، ومجموعة ثانية تتناول دواء البلاسيبو (يحتوي مواد عشوائية غير مفيدة للمرض).

أي تأثير على المرض نلاحظه في المجموعة الثانية هو تأثير الغفل أو البلاسيبو وهو تأثير نفسي، ويجب أن يكون تأثير الدواء الذي نريد اختباره أعلى من تأثير الغفل أو البلاسيبو لكي يُعتبر حقًا كدواء ناجح.

نصيحتي: لا تُجرب أي وصفة سمعتها من شخص أو قرأتها على الإنترنت (وبدون مصدر!). ارجع للمختصين أو المواقع العلمية المعتبرة قبل التجربة!

لحسن الحظ في كثير من الأحيان تكون تلك الوصفات لا تضر ولا تنفع (غير فائدتها التي تحصل بسبب تأثير البلاسيبوا الذي شرحته في الأعلى)... لكن تبدأ المشكلة في إن كانت هذه الوصفات مضرة لذلك الشخص في تلك الحالة.


=================================

أغرب علاج نفسي للتعب وآلام الظهر:

البلاسيبو (حبة الدواء المزيفة) تخفف الألم بنسبة 30% حتى لو علم المريض بأنّها دواء وهمي ومزيف.

فهل يعتبر البلاسيبو علاجا فعّالا؟

في هذه الدراسة تم تقسيم مرضى آلام أسفل الظهر إلى قسمين:
الأول تم علاجه بمسكنات الألم المعروفة (إيبوبروفن)، أما القسم الثاني فتم إضافة حبة البلاسيبو للمسكن بعد أن كتب عليها "علاج زائف".

كانت النتيجة أن المرضى الذين تناولوا البلاسيبو قد خفت آلامهم بنسبة 30% وتحسّنت نسبة العجز الناجم عن الألم بنسبة 29%.

أما القسم الثاني الذين خضعوا للعلاجات التقليدية فقد خفّت آلامهم بنسبة 16% دون أيّ تحسن في نسبة العجز الناجم عن الألم.

أثارت هذه الدراسة الكثير من الشكوك حول الاعتقاد السابق بأن تأثير البلاسيبو ناجم عن ثقة المريض ويقينه بفعالية العلاج مما يخفف شعوره بالألم.

يقول البروفسور كابتشوك أحد المشرفين على الدراسة:

"هذه الدراسة قلبت مفهومنا حول تأثير البلاسيبو رأسا على عقب.
أظهرت أحدث النتائج لهذا البحث عكس ماكنا نعتقده سابقاً فتأثير البلاسيبو على المريض ليس بسبب توهمه بأنه يحصل على علاج فعال!.
إن تناول الدواء عن طريق وصفة طبية وحتى لو كان وهمياً هي ممارسة بحدّ ذاتها غالبا ما تحفز مناطق في الدماغ فتؤثر على الأعراض وتخففها ."

"إن استجابة المريض للعلاج تتأثر بالعلاقة مع الطبيب أو الممرض، صرف الأدوية، وجميع الممارسات والإجراءات التي ترافق عملية العناية الطبية. إن الجسم يتأثر بكل ذلك."

تقول الدكتورة كلوديا كارالهو المشرفة الأولى على الدراسة: "إن هذه الدراسة تبين لنا أنه يمكننا الحصول على تأثير البلاسيبو دون أن نخدع المريض. لقد شعر المرضى بالقوة وأبدوا اهتمامهم بالنتائج كما شعروا بالمتعة خلال رحلة العلاج."

بإمكان البلاسيبو علاج أمراض أخرى كالإكتئاب، الوهن، وحالات اضطراب الهضم الشائعة.

تقول الدكتورة كارالهو:" تناول البلاسيبو لن يحدّ من انتشار الورم ولن يعالج انسداد الشرايين، إنه حتما ليس علاجا، ولكنه بالتأكيد يجعل المرضى أفضل.
كل ما نريد قوله في مختبرنا أن البلاسيبو وصفة لايمكن الاستغناء عنها.
للبلاسيبو قيمة في المعالجة الدوائية وقد ثبتت أهميته، إنه يساعد المرضى على الشفاء. وحتما له دور أساسي في الوصفة الدوائية.
ومن جهة ثانية فإن تناول البلاسيبو لن يكون فعالا دون أن ترافقه علاقة متراحمة مع المريض من قبل الشخص الذي يقدم العناية الطبية."

مترجم بتعديلات من (اضغط هنا)

ترجمة رهف



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: